" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ "

الجمعة، 11 مارس 2011

قصة إختطاف د.ضرار أبو سيسي كما يرويها شقيقه وزوجته وبعض رفاقه



د.ضرار في أوكرانيا قبل إختطافه بيوم
"كنت يوميا أتوقع فقدان زوجي في قطاع غزة الذي نعيش فيه منذ 15 سنة بسبب بشاعة العدوان الإسرائيلي، لكنني لم أكن أتوقع أن أفقده في بلدي الآمن أوكرانيا".

بهذه الكلمات عبرت الأوكرانية فيرونيكا أبو سيسي (31 عاما) عن مشاعرها إزاء الغموض الذي يلف مصير زوجها الفلسطيني د. ضرار أبو سيسي، الذي خطف  في أوكرانيا.
وكان ضرار قد قدم إلى أوكرانيا في العام 1988م لدراسة هندسة الكهرباء، التي أنهاها في العام 1998 بحصوله على شهادة الدكتوراه في هندسة الشبكات الكهربائية، وليغادر مع زوجته فيرونيكا إلى وطنه فلسطين، حيث عمل فيه لاحقا مديراً تشغيلياً لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في قطاع غزة، وأستاذا محاضرا في جامعة القدس المفتوحة.
وقد عاد ضرار (42 عاما)، وهو أب لستة أطفال، إلى أوكرانيا بصحبة زوجته وأحد أبنائه بتاريخ 27 يناير الماضي، بهدف زيارة أهل زوجته وعيادة أمها المريضة، بعد أن سبب الحصار و العدوان الإسرائيلي انقطاعهم عنهم فترة 15 عاما، وبهدف إجراء عدة معاملات لحصول د.ضرار على الإقامة وتسجيل أخر أطفالهما رسميا.
هذا وقد بدأت قصة فقدان ضرار في الثامن عشر من شهر فبراير الماضي ، حيث إستقل في الساعة 10.55 دقيقة ليلا القطار المتجه من مدينة خاركوف شرق أوكرانيا (التي سافر إليها لاستخراج بعض الأوراق اللازمة لمعاملة إقامته) إلى كييف العاصمة (التي تبعد 480 كيلومترا عنها) لاستقبال أخيه يوسف في مطار العاصمة، الذي قدم خصيصا لرؤية أخيه من هولندا، بعد 16 عاما من الانقطاع عنه وعن أهله في غزة.
فوجئ أحد أصدقاء ضرار – الذي كان في إنتظاره في محطة قطارات كييف ليقله إلى المطار – أن ضرار لم يخرج من العربة السادسة التي استقلها في القطار رقم 63 الذي وصل في تمام الساعة 7.13 دقيقة صباح يوم التاسع عشر من فبراير، وفوجئ أخوه يوسف الذي وصل كييف في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، بأن أخوه لم يكن في إستقباله في المطار.
وبعد عدة ساعات من الانتظار وفشل محاولات الاتصال نصح بعض العرب الذين كانوا موجودين في المطار يوسف بالاتصال بالجالية الفلسطينية وتبليغ الشرطة.
اتصل يوسف بصديق أخيه ومسؤولين في الجالية الفلسطينية، وتحركت الجالية الفلسطينية في مدينة خاركوف التي إنطلق منها ضرار، وأبلغتها إدارة محطة القطارات التي اتصلت بمسؤول القطار وموظفة العربة السادسة أن مجهولين بزي مدني دخلوا القطار بعد ساعتين من انطلاقه (في الساعة الواحدة من ليلة التاسع عشر من شهر فبراير الماضي) أثناء توقفه في إحدى المحطات (محطة مدينة بلتافا)، واختطفوا ضرار بعد أن أروه بطاقات تثبت أنهم رجال أمن.
وبعد الحصول على معلومات الاختطاف اتصل يوسف بمنظمة "معا والقانون" - الحقوقية والمتخصصة بحقوق الانسان و بحماية حقوق الأجانب في أوكرانيا والتابعة لاتحاد المنظمات الاجتماعية الرائد في اوكرانيا أكبر مؤسسة إسلامية تعنى بشؤون المسلمين والجالية العربية في أوكرانيا ومقره الرئيسي في مدينة كييف - ، وذهب مع ممثلين عنها إلى محطة كييف لتقديم بلاغ لدى قسم شرطة المحطة عن فقدان ضرار، لكن القسم رفض استلام البلاغ مرارا، بحجة أن القانون الأوكراني يحدد مهلة 3 أيام قبل تقديم أي بلاغ عن أي مفقود.
قدمت منظمة "معا والقانون" شكوى لإدارة شرطة العاصمة مما اضطر قسم الشرطة في محطة القطارات أن يستلم منها ومن يوسف بلاغات الفقدان في الساعة الثانية من ليلة يوم العشرين من الشهر الجاري.
ثم تحركت إدارة شرطة العاصمة بنفسها في القضية، واتصلت بمسؤول القطار وموظفة العربة السادسة، ليغيروا أقوالهم، ويؤكدوا أن كل شيء كان على ما يرام، وأنه لم يتم اختطاف أي شخص من القطار.
لكن القضية سرعان ما أخذت تتسع حجما، خاصة بعد أن قدم يوسف والزوجة فيرونيكا و"معا والقانون" والسفارة الفلسطينية وعدة منظمات حقوقية أخرى بلاغات وطلبات تدخل إلى إدارة الرئاسة الأوكرانية ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات والنيابة العام.
كما اهتمت وسائل الإعلام المحلية بالقضية، كونها المرة الأولى التي يتم فيها اختطاف أجنبي من قبل مجهولين على الأراضي الأوكرانية، لأسباب لا علاقة لها بأموال أو تصفية حسابات.
كما تم على الفور عمل صفحات خاصة على النت باللغتين العربية والاوكرانية متضمة صور للدكتور ضرار ومناشدة للبحث عنه وارقام كخطوط ساخنة في حال العثور عليه، كما تم تعميم صوره على جميع المؤسسات الاعلامية من مرئية ومقروءة لنشرها.
اتهام الموساد
من جانبها قالت الزوجة فيرونيكا إنه ليس لزوجها أي عداوات مع أي أشخاص أو جهات في فلسطين أو أوكرانيا، كما أنه ليس غنيا أو صاحب تجارة بارزة ليختطف من قبل عصابة.
وقالت إنها تتهم جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" باختطاف زوجها، لأنها تعلم أن جميع الفلسطينين مستهدفين، خاصة وأن زوجها يشغل منصبا حساسا في قطاع غزة، مؤكدة أنه موظف حكومي لا علاقة له بأي جهة أو نشاط سياسي.
يوسف أبو السيسي وفيرونيكا ابو السيسي ( زوجة د.ضرار )
ومن جهة أخرى قال يرينينكو ميكولا المحامي ورئيس إحدى المنظمات الحقوقية إنه لا توجد أي اتفاقيات تعاون بين جهاز المخابرات الأوكراني ونظيره الإسرائيلي "الموساد"، فإذا ما ثبت اختطاف ضرار من قبل الأخير في أوكرانيا فستطرح العديد من التساؤلات حول نشاط الموساد على الأراضي الأوكرانية.
هذا ولم يقتصر دور مؤسسة حقوق الانسان " معاً والقانون " على الاكتفاء بتقديم الشكاوى والرسائل الرسمية للسلطات الاوكرانية بل وعقدت صباح الاثنين الموافق 23 من فبراير الماضي
مؤتمراً صحفياً في مقر وكالة "أونيان" الأوكرانية للأنباء حول قضية اختطاف الدكتور ضرار أبو سيسي في أوكرانيا، وقد شارك بالمؤتمر زوجة المختطف الأوكرانية فيرونيكا أبو سيسي وأخوه يوسف أبو سيسي، الذي قدم خصيصا من هولندا لرؤية أخيه .
وقد استعرضت زوجة المختطف في بداية المؤتمر الذي حضرته عدة وسائل إعلامية محلية جانبا من شخصية وسلوكيات زوجها، فأكدت أنه كان مثالا للطالب المجد عندما كان طالبا، وللزوج البار على مدار 15 عاما قضتها معه، وللموظف المخلص لوظيفته ومجتمعه الفلسطيني.
وقالت إن قدوم زوجها إلى أوكرانيا كان يهدف إلى إجراء معاملات الحصول على الإقامة الدائمة وتسجيل آخر أطفالهما الستة.
وبصوت عكس ارتباكها وحزنها العميقين جددت فيرونيكا التعبير عن صدمتها، قائلة إنها كانت يوميا تتوقع فقدان زوجها في قطاع غزة بسبب فظاعة العدوان الإسرائيلي، لكنها لم تتوقع أن تفقده في بلدها أوكرانيا، الذي وصفته بالآمن.
وعبرت فيرونيكا عن استياءها مما وصفته "التفاعل الضعيف" و"غير المهتم" بقضيتها عندما طرحتها في عدة مؤسسات حكومية.
وأضافت أنها لم تكن تتخيل أن تقابل قضيتها بشكل من أشكال "عدم المبالاة" مشيرة إلى أنه تم مرارا رفض قبول طلباتها البحث عن زوجها المختطف.
وردا على سؤال لاحد الصحفيين حول أسباب الاختطاف والجهة التي يمكن أن تقف وراءه عادت فيرونيكا لتؤكد مجددا أنها لا تستبعد أن يكون جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ضالع باختطاف زوجها.
د.ضرار يوسط موظفي محطة توليد الكهرباء في غزة
من جانبها وجهت الجاليات العربية ومؤسسات اجتماعية وحقوقية رسالة إلى الرئاسة الأوكرانية وعدة مؤسسات حكومية في الثالث من مارس الحلي رسالة متأخرة ، ناشدت من خلالها الكشف عن مصير المسؤول الفلسطيني ضرار أبو سيسي المختطف منذ أكثر من عشرة أيام في أوكرانيا.
وكان د.ضرار قد غادر قطاع غزة في 18/01/2011 متوجهاً الى القاهرة ليستقل وزوجته طائرة للخطوط المللكية الاردنية ليزور أهله الذين لم يراهم منذ 15 عاماً ليقضي في ضيافتهم اسبوعاً ثم يغادر على متن نفس الخطوط الى اوكرانيا بتاريخ 27/01/2011م.
وفي تطور خطير  وبتاريخ 25/02/2011م تلقت زوجة الدكتور ضرار اتصال هاتفي من رقم يحمل مقدمة بريطانيا وتحدث معها من خلاله د.ضرار لمدة لا تزيد على الدقية الواحدة أخبرها أنه بخير وان لا تقلق عليه وأنه الان موجود في سجن بيت حتيكفا في اسرائيل وأغلق الاتصال على الفور ولم تستطع ان تتحدث اليه او تسأله.
من جانبها لا تزال السلطات الاوكرانية حتى هذه اللحظة تتكتم على نتائج التحقيق ولا تؤكد وجود د.ضرار في إسرائيل وتتحفظ عن الفصح بذلك .
من جانبه إتهم يوسف أبو السيسي شقيق د.ضرار السلطات الاوكرانية بالوقوف خلف إختطاف أخيه ويوجه أصابع الاتهاد بشكل واشح وصريح لجهاز المخابرات الاوكرانية ويتهمها بخطف شقيقه وتسليمه للموساد مقابل ثمن لا يعلمه ويفسر ذلك الى عدم تجاوب الجهات الامنية مع قضيته ومماطلتها وتنصلها من المسؤولية فكل جهة تحول المسؤوليةالى الجهةالاخرى فالداخلية تحوله الى الخارجية والخارجية الى المخابرات والمخابرات تحوله الى الداخلية دون جدوى، وأكد أيضاً انه تلقى وزوجت د.ضرار وعود كاذبه من جهاز المخابرات بأنه سيتم إرجاع شقيقه ضرار من قبل اليهود وتسليمه لاوكرانيا في 9 من الشهر الجاري مقابل صمته وعدم اثارته للقضية في الاعلام ، وانتظر 10 أيام ليتفاجئ بان ما وعد به كان أكاذيب باطلة من باب تضييع الوقت لتسوية القضية داخلياً وخروج أوكرانيا بمظهر جيد اما الرأي العام العالمي والاوكراني وتخريجها تخريجة مقنعة بأنها ليست مسؤولة وغير متورطة على حد تعبيره.
هذا وهدد يوسف ابو السيسي الذي يحمل الجنسية الهولندية بأنه سيتوجه الى جميع المحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان لرفع دعوات قضائية ضد أوكرانيا وأجهزتها الامنية التي تواطأت في تسليم شقيقه للموساد، وأكد أنه سيتوجه للفيفا وسيقدم طلب بإلغاء عقد مونديال 2012 والذي تستضيفه اوكرانيا لانها بلد غير آمنه وعلى الاوروبين الحذر من الذهاب اليها لحضور المونديال على حد تعبيره.
وفي مقابلة مع وكاله الاسوشياتد برس ورويترز أكدت السيدة فيرونيكا ابو السيسي أنها تحمل حكومة بلادها المسؤولية الكاملة عن مصير زوجها.
الاعلام الصهيوني أكد وجود د.ضرار في أحد المعتقلات في عسقلان وأنه يخضع للحبس الانفرادي دون الاصفاح عن التهم الموجه اليه.

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم فرج عنه وعن اسرى المسلمين في كل مكان وردهم الى اهلهم سالمين يا رب العالمين

    ردحذف
  2. عزيزي ودكتوري الغالي افتقدنااااااااااك كثيرا

    ردحذف

فلم وثائقي عن إختطاف د.ضرار يفصل عملية الاختطاف بالتمثيل

حوار خاص مع الشاهد على إختطاف المهندس ضرار أبو سيسي، يكشف فيه ما حدث داخل عربة القطار

يا يما عتمات السجن ما توهن بعزمي

Раздел: Новости

Что стоит за таинственным похищением палестинского инженера из поезда на Украине?

10.04.2011

Самая загадочная история, о которой стало известно только на этой неделе, - история с похищением израильскими спецслужбами инженера палестинца на... Подробнее »